أرسل أحد قراء "اليوم السابع" سؤالًا يقول: والدى مريض بفيروس سى منذ حوالى 7 سنوات، ومن سنة تقريبًا بدأ يصاب بالغيبوبة الكبدية، وتوقف عن تناول البروتينات، كما أن نسبة الأمونيا فى الدم وصلت إلى أعلى من المائة.. فهل يوجد حل نهائى بالعلاج، سواء بالحقن أو بمستحضرات تؤخذ عن طريق الفم، مع العلم أن عمر والدى 62 سنة؟
ويجيب الدكتور هشام الخياط، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بلهارس، قائلًا:
تعتبر الغيبوبة الكبدية من أهم المضاعفات التى تصيب مرضى الكبد فى المراحل المتأخرة من التليف، بالإضافة للمضاعفات الأخرى مثل نزيف دوالى المرىء والاستسقاء والفشل الكبدى الكلوى، ويعتبر الكبد مصدرًا رئيسيًا لتحويل الأمونيا الناتجة عن تمثيل البروتين، وخاصة الحيوانى، إلى يوريا "بولينا"، ويتم إخراج البولينا عن طريق الكليتين بعد ذلك، وإذا حدث تدهور فى حالة الكبد لا يستطيع الكبد تحويل الأمونيا وبعض المواد التى تنتج من تمثيل البروتين.
وتعتبر سامة إذا بقيت فى الدم، بدون أن يتم تنقيتها بواسطة الكبد، حيث تتسبب هذه المواد الضارة بالإضافة إلى الأمونيا عند زيادتها فى الدم فى حدوث الغيبوبة الكبدية عند وصولها إلى مخ المريض، مضيفًا أن العلاج الأمثل لمثل هذه الحالات هو الامتناع عن البروتين الحيوانى، وخاصة اللحوم الحمراء والبيضاء، عند بداية الغيبوبة، وتؤخذ تدريجيًا مرة أخرى بكميات قليلة بعد الشفاء من الغيبوبة، ولكن يحدث عند بعض المرضى التأثر حتى بكميات قليلة من البروتين الحيوانى.
وفى هذه الحالة ننصح بالامتناع تمامًا عن اللحوم الحمراء والبيضاء، واستبدالها بالبروتين النباتى، ولكن بكميات قليلة أيضًا، مثل الفول والعدس، ومن الممكن إعطاء البروتين الحيوانى، ولكن فى صورة اللبن الرايب والزبادى والجبن القريش؛ لأنها تحتوى على كميات أقل من الأحماض الأمينية العضوية، وتحتوى على أحماض أمينية متفرعة أكثر عكس اللحوم الحمراء والبيضاء التى تحتوى على أحماض أمينية عضوية أكثر.
ومن المعروف أن الأحماض الأمينية العضوية عند تنقيتها، أو تمثيلها بالكبد، تتحول إلى أمونيا ومواد ضارة أكثر من الأحماض الأمينية المتفرعة غير الضارة والموجودة فى اللبن الرايب والزبادى والجبن القريش والبروتين النباتى، والأطعمة التى تحتوى على أحماض أمينية عضوية بكميات أكثر هى اللحوم الحمراء بصفة خاصة.
تليها اللحوم البيضاء، ولذا ننصح المريض بالامتناع عن البروتين الحيوانى الممثل فى اللحوم الحمراء والبيضاء، والتى من الواضح أنها تسبب غيبوبة كبدية، حتى ولو بكميات قليلة، مع ضرورة أخذ دواء اللاكتليوز، الذى يكسر البروتينات الضارة فى القولون ويمنع امتصاصها، وتُؤخذ ملعقتان كبيرتان ثلاث مرات يوميًا.
وينصح أيضًا بعمل حقنة شرجية بكوب ماء وفنجان لاكيتلوز عدة مرات يوميًا عند حدوث بوادر الغيبوبة، أو الغيبوبة، ويعطى أيضًا عقار هيباميرز وهو عبارة عن أكياس توضع على عصير أو ماء وتؤخذ مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا، وتضبط الجرعات حسب وظائف الكلى.
كما أنه من الممكن إعطاء دواء أو كسيبرال لتنشيط المخ سواء بالحقن أو الكبسولات، وأخيرًا فإن العلاج الحاسم للغيبوبة الكبدية هو زراعة الكبد، وإذا التزم المريض بالعلاج والنصائح السابقة ستكون فرص حدوث الغيبوبة قليلة بل نادرة.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع